من اليسار: سوزان نويل قدورة، مستشار المبادرة الإبداعية؛ الفنان إل سيد؛ موزة حسين لوتاه، مدير الأماكن العامة في دبي للثقافة
دبي، الإمارات العربية المتحدة – 19 فبراير 2025:
أعلنت هيئة الثقافة والفنون في دبي “دبي للثقافة” بالتعاون مع “تشكيل” عن إطلاق العمل التركيبي الفني “تخيّل” من إبداع الفنان الفرنسي من أصول تونسية إل سيد، وتشكل المنحوتة الجديدة جزءاً من استراتيجية الفن في الأماكن العامة التي تتولى “دبي للثقافة” مهمة تفعليها وإدارتها بهدف تحويل دبي إلى معرض فني عالمي مفتوح ومتاح للجميع.
وتجسد منحوتة “تخيّل” التي استلهمها الفنان إل سيد من عباره “تخيل شيئاً لم تفعله من قبل”، قدرة الفن على خلق التواصل بين الناس وتحفيزهم على اكتشاف المعاني الكامنة وراء كل تحفة فنية، حيث تجمع في تفاصيلها بين حروف اللغة العربية وجماليات الفن المعاصر، لتبدو بمثابة جسر يربط بين التراث والإبداع والمجتمع.
وفي هذا الإطار، أشار الدكتور سعيد مبارك بن خرباش، المدير التنفيذي لقطاع الفنون والتصميم والآداب في “دبي للثقافة” إلى أن أعمال الفن في الأماكن العامة تعكس جاذبية دبي وثراء منظومتها الثقافية والفنية. وقال: “تكمن أهمية استراتيجية الفن في الأماكن العامة في قدرتها على تهيئة بيئة ثقافية وفنية متفردة في دبي تعكس ملامح هويتها البصرية، وتبرز ما تشهده من تجارب فنية مبتكرة قادرة على دعم قوة الصناعات الثقافية والإبداعية”، لافتاً إلى أن العمل الفني “تخيل” يُمثل إضافة نوعية إلى المشهد الفني في دبي، مؤكداً أنه يأتي في سياق التزام “دبي للثقافة” بمسؤولياتها الهادفة إلى تمكين الفنانين وأصحاب المواهب، وتحفيزهم على التعبير عن وجهات نظرهم الفنية ومواصلة مسيرتهم الإبداعية، وتشجيعهم على عرض أعمالهم أمام كافة شرائح المجتمع.
من جانبها، قالت الشيخة لطيفة بنت مكتوم بن راشد آل مكتوم، مؤسس والمدير التنفيذي لـ “تشكيل”: “تحمل كلمة “تخيَّل” معنى أعمق من مجرد كونها كلمة، فهي تجسد نقطة انطلاق الفنان، فالخيال واسع المدى ولا حدود له، وهو ما يجسد مهمة “تشكيل” في تخيل إمكانيات جديدة دائماً ودعم الفنانين لتحقيق أهدافهم. بدأت رحلة الفنان إل سيد في مجال النحت هنا أثناء إقامته افنية مع تشكيل في 2013، حيث قام لأول مرة بخلط لونه الوردي المميز في الموقع، ما جعله هويته وطابعه الذي لا ينفصل عن تطور ممارسته. ومن خلال إقامة “تخيل” في ند الشبا، نحتفي بكيفية كون الخيال نقطة البداية والنهاية لرحلة كل فنان. ويقف هذا العمل التركيبي كتعبير عن خيال الفنان إل سيد والعديد من المبدعين والحالمين والفنانين داخل استوديوهاتنا وخارجها، ويرمز إلى أننا محدودون فقط بخيالنا لما يمكن إبداعه”.
من طرفه، أعرب الفنان إل سيد عن سعادته بهذه المنحوتة. وقال: “يجسد عمل “تخيّل” روح تشكيل: دعوة للحلم، وتجاوز الحدود، والإبداع خارج المألوف. عندما دعتني سمو الشيخة لطيفة للإقامة الفنية في 2013، تحدتني قائلة: “تخيل شيئاً لم تفعله من قبل”، حيث قادتني هذه العبارة إلى صنع أول منحوتة لي، والتي بلغت ذروتها في معرضي الفردي الأول “إشهار”، وكانت مطلية بنفس طبقة اللون الوردي 219C. واليوم، أي بعد 12 عاماً، أعود لصنع عملي التركيبي “تخيّل”، واستكمال هذه الرحلة، وأعتبر ان هذه القطعة بمثابة تحية تقدير لـ “تشكيل”، ورؤية الشيخة لطيفة بنت مكتوم، والقوة اللامحدودة للخيال”.
يذكر أن الفنان إل سيد قد عمل مع تشكيل لعدة أعوام، وأصبح فناناً مقيماً في نوفمبر 2013، كما عمل مع شركة بترول الإمارات الوطنية (إينوك) خلال معرض “إكسبو 2020 دبي”، ونظّم أول معرض فردي له في مركز “تشكيل” تحت عنوان “إشهار”. وتمتد خبرة وممارسة إل سيد لتتجاوز مجالات الرسم والنحت، حيث يعتمد على حكمة الكتّاب والشعراء والفلاسفة من جميع أنحاء العالم، من أجل نقل رسائل السلام، والتأكيد على القواسم المشتركة للوجود الإنساني. وعرضت أعمال إل سيد الفنية في عدد من المعارض حول العالم، وفي مقدمتها واجهة معهد العالم العربي في باريس، والأحياء الشعبية في ريو دي جانيرو، والمنطقة منزوعة السلاح بين كوريا الشمالية والجنوبية، إلى جانب الأحياء الشعبية في كيب تاون، وفي قلب حي الزبالين في القاهرة.
نبذة عن هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة):
تلتزم هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة) برئاسة سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، بإثراء المشهد الثقافي لإمارة دبي، انطلاقًا من تراث دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعمل على مد جسور الحوار البنّاء بين مختلف الحضارات والثقافات، لتعزيز مكانة دبي مركزاً عالمياً للثقافة، وحاضنةً للإبداع، وملتقى للمواهب.
تحرص “دبي للثقافة” على إحياء وصون الإرث التاريخي للإمارة، وتطوير الأطر التنظيمية للقطاع الثقافي والإبداعي وفقاً لاستراتيجيتها 2020-2025، والممكنات التي تسهم بتفعيلها لدعم المواهب، من خلال استثمار أصولها الثقافية والفنية والتراثية المتمثلة في إدارة 5 معالم تراثية بارزة، و5 متاحف، و17 موقعاً أثرياً، ومركز الجليلة لثقافة الطفل، و9 فروع لمكتبات دبي العامة في الإمارة، بما يُسهم في خلق منظومة اقتصادية محفزة للصناعات الثقافية والإبداعية، وتقدم الهيئة أيضاً 8 خدمات رئيسية، و26 خدمة فرعية.
لمزيد من المعلومات يرجى زيارة الموقع الإلكتروني للهيئة www.dubaiculture.gov.ae
نبذة عن “تشكيل”:
يعتبر مركز “تشكيل” حاضنة للفنون البصرية والتصميم ومصدراً للخدمات الاستشارية التجارية يتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً له. أسست الشيخة لطيفة بنت مكتوم المركز في دبي عام 2008 ليدعم الإنتاج والتجريب والحوار الفني. ويهدف برنامجه السنوي الذي يشمل التدريب، وبرامج الإقامة، وورش العمل، والمناقشات، والمعارض، والتعاونات الدولية، والمنشورات إلى دعم عملية تطوير الممارسين الفنيين، وإشراك المجتمع، وحفز عملية التعلم مدى الحياة.
وتهدف خدمات المركز التجارية إلى دمج الفن والتصميم الإماراتي في النسيج المجتمعي والاقتصادي لدولة الإمارات. ويسعى “تشكيل” إلى تمكين قطاع الصناعات الإبداعية والثقافية المتنامي في الدولة من خلال العمل على النهوض بالفن المعاصر والتصميم.
وتشمل خدمات “تشكيل” التجارية: الاستشارات، وتتضمن توفير خدمات المشورة والمبيعات والتصميم والإنتاج وإنجاز المشاريع الخاصة لمجموعة متنوعة من العملاء؛ والتدريب، ويشمل تطوير وتنفيذ مشاريع تعليم فنية لكل من قطاعات التعليم والثقافة والقطاعين العام والخاص؛ والعضوية، التي تتيح للمجتمع الإبداعي وصولاً شاملاً إلى مرافق واستوديوهات المركز لإجراء أنشطة البحث والتجريب والتصنيع والتعاون؛ وخدمات الطباعة والقطع، والتي تشمل القطع بالليزر، وطباعة الفنون الجميلة/التصوير الفوتوغرافي وطباعة الريزوغراف؛ وخدمات البيع بالتجزئة، وتتضمن بيع المنتجات الفنية والتصميمات المصنوعة في الإمارات في متاجر أو عبر الإنترنت، وعبر شبكة من الشركاء المتوزعين على مستوى الدولة.
ويقدم “تشكيل” جملة من المبادرات الحاضنة للفنون وممارسيها، بما في ذلك: “تنوين”، الذي يختار مجموعة من المصممين المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في برنامج لتطوير المهارات مدته عام واحد يطورون خلاله منتجاً فنياً مستوحى من دولة الإمارات، بدءاً من مرحلة تكوين فكرة العمل وحتى إنجازه بالكامل؛ وبرنامج الممارسة النقدية، الذي يدعو فنانين بصريين للمشاركة في برنامج تطوير يتضمن العمل في الاستوديو بالإضافة إلى الإرشاد والتدريب، ويُختتم البرنامج بإقامة معرض منفرد للفنان؛ وبرامج الفنان المقيم في “تشكيل” أو في الخارج، وتتنوع في مدتها الزمنية وتتم غالباً بالتعاون مع شركاء دوليين ؛ ومنصة “ميك ووركس الإمارات العربية المتحدة”، وهي دليل إلكتروني يربط المبدعين بالمصنعين لتمكين المصممين والفنانين من الوصول إلى الورش والمصانع في دولة الإمارات بسهولة ودقة وفعالية؛ والمعارض، التي تهدف إى تسليط الضوء على الابتكار والتميز، وزيادة أعداد جمهور الفن والتصميم في دولة الإمارات العربية المتحدة.